الاثنين، 23 أبريل 2018

قراءة في مسلسل نابليون والمحروسة 2


يعالج المثقف الفرنسي رقية وينزع الخيط "التحصين"عنها,يدفن أبيها ويرسم لها لوحة لساعة الوداع,ويسعي  لإلحاقها عند انسبائها في المحروسة.
البيت الجديد يضم الأسرة القاهرية المكونة من الأب الحداد"هادي الجيار"والابن الأكبر حسن"بهاء ثروت"وشقيقه علي"شريف سلامة"وأختهما زينب وعلي رأسهم خديجة سيدة الداربكل ما تحمله الكلمة من معاني المسئولية والاحتواء,لا يختلف الحال كثيراً في الشمال عن الجنوب,الأزمات واحدة تطحن الكل.
لولا ديكور عادل المغربي وأزياء سهي حيدر لوقع هذا العمل في فوضي عارمة بالنسبة للمرئيات البصرية,قام شوقي الماجري بعمل كونشيرتو بصري من الديكور والملابس يعزف مع الكاميرا لوحات تشكيلية لمصر في القرن الثامن عشر,ملابس الشعب وديكور بيوتهم بالمقارنة مع ديكور وملابس قصور المماليك وأعضاء الحملة  يبرز لنا ببلاغة الصورة عمق الاختلاف بين أطراق الملحمة التي نحن بصددها,الصورة والضوء والديكور والملابس يذكرانني بأعمال رامبرانت بصورة كبيرة.
وكما وقع دينون في هوي رقية يقع علي هو الآخر,ثنائية جديدة تظهر ضمن الأحداث,الفرنسي والمصري يسعيان لقلب الأرملة الثكلي,وهي غائبة في عالم آخر...تعيش بروحها مع الموتي الغائبين الأحباب المختفين,لكن تبقي الحياة هي الحياة لابد أن تستمر مهما بلغت بشاعة قسوتها,والمأساة السورية اليوم دليل حي علي جاذبية الحياة واستمرارها ولو علي ذروة قمة الآلام,واستناداً لجينات الإنسان المرتبطة بالحياة تقبل رقية خطبة علي,ووسط هذا الانشراح القصير في مسار الأحداث تموت ورد"أروي جودي زوجة حسن علي يد زوجها المتعصب...بهاء ثروت طاقة فنية لاتجد حتي اليوم من يستغلها بصورة كاملة,ولن تجده طالما يتعامل الجمهور الحالي مع الهراء الذي يقدمه هذا الشئ الذي تجرأ علي اسم مصر وألصقه بالتهريج البائس الذي يقوم به وسمي نفسه زوراً"مسرح مصر"في بجاحة لا حد لها,فالفرق المسرحية الحقيقية لم تفكر أن تحتكر اسم مصر العظيم الهائل رغم ما قدمته من أعمال تفخر بها مصر وتذكرها بالحنين والتبجيل!!المهم نعود إلي ما يستحق الحديث عنه.
لماذا قتل حسن ورد رغم عشقه لها وغرامها به.عشق الأضداد ورد الحنون وحسن الغليظ,ورد المتفتحة وحسن منغلق الذهن ضيق الصدر؟
ورد تهوي الجمال كأي جميلة علي أرض مصر,وللفرنسيون ولع وخبرة بالجمال والفن,وعندما قرر نابليون تحويل خط مصر من الانحدار علي قضبان العثمانيين إلي التقدم علي قضبان الجمهورية الفرنسية,أقام بعض دور الترفيهومنها التيفولي علي حديقة الأزبكية,وهو مكان للموسيقي والرقص ولألعاب المراهنات ومقصقف للمشروبات,حرمه المصريون علي أنفسهم كنوع من المقاومة!!!تلك هي الأزمة التي ستؤدي إلي قتل ورد,فقد خرجت مع صديقتيها لهذا المكان السحري بالنسبة لامرأة في القرن الثامن عشر في ولاية-مصر ولاية!!!!!-عثمانية متخلفة لا تعرف من الدنيا إلا القليل,وتتفاقم الأحداث عند ركوبها مع زوجة أجد الفرنسيين العربة,فيراها زوجها ويشهم رأسها"بلا وعي",طريقة قتل حسن لورد تكشف عن نفسية حسن,فهو بلا وعي ولا ثقافة تجعلانه يقبل ما قبله أبوها الحاج منصور"صبري عبد المنعم"بتفهم,جسن لا يري في الفرنسيين إلا"كفرة"هكذاببساطة!!هذه الذهنية السطحية هي المتسيدة اليوم,موضوعات معقدة خطيرة تستغرق من الباحث فيها عمره,يحكم فيها ضيقو الأفق غائبو الوعي  بكلمة أو كلمتين بكل ثقة الجهل المتفشي,مريحاً ذهنه من التفكير لكنه يتعب نفسه حتي الموت!مثل حسن الذي قتل زوجته بغياب وعيه ضرباً علي الرأس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق