الاثنين، 15 يناير 2018

الحدقة العربية


علي إثر يوم قاسِ في حياته المدرسية القاحلة,تعرض فيه للضرب المبرح والإهانة علي الملأ بسبب حبه الحقيقي للعلم وسرحانه في مؤلفات أصيلة سيدونها ومخترعات عجيبة يبتكرها,زاره في منامه ثلاث قناديل أضاءوا ظلان الدنيا عرفهم فور رؤيتهم,ابن سينا علي اليمين وابن الهيثم علي اليسار يتوسطهم البيروني,ينضح من أجسادهم حروف العربية في وتتشكل علي صورة أوراق ومعادلات ونظريات هندسية,حاول الاقتراب متلهفاً نحو نورهم المشع,فاختفوا كلهم وتناثرت حروفهم تحلق حوله, وبقي وحيداً مرة أخري في الظلام,وصوت رصين يرجع صداه في أذنيه"بما ورثته ستصير ما تتمني".
تذكر هذا اليوم وهو منكب علي وجهه في معمله,يضع اللمسة الأخيرة في اختراعه الجديد الذي سيضئ للمكفوفين طريقهم,بعد سنوات ظلوا يعمهون في السواد,يتخبطون في بعضهم فينزفون حيناً ويتشاجرون حيناً وأغلب الوقت يقتلون بعضهم خوفاً وطمعاً...حين تيقظ قرر محاربة الظلام بكل قواه,طلب المدد من أجداده في اللغة,من صاغوا الدنيا بحروف معدودة وشقوا فيها سبيلهم الباقي نوراً يستضاء به في الليالي الدوامس,وما كان أقساها!
أنهك نفسه وسط همسات السخرية "فاليوم ليس يوم علم!اليوم يوم لعب وصخب وزينة,يا عيني ستضيع شبابك,وصيحات التحقير"أتظن نفسك آتِ بما عجز عنه علماء العالم المتقدم,من دانت لهم الطبيعة واستسلمت لسطوتهم الأرض"وقول الزور والازدراء"ما هذا الهراء الذي تقوم به؟!قم وافعل لنفسك شئ مفيد,ألا يكفي أنك لم تحصل علي شهادة,انظر لنا ذوي شهادات وأعمال...لقد تأخرت سأتركك في هذا الذي تفعل,جميل سلِ نفسك ودعنا نقوم بجليل الأعمال.وداعاَ!"إيمانه أن الكل باطل كان طريقه نحو الحق.
ظل اللاعب يلعب وصاحب الشهادة الزور يعبث... في المجلات العلمية الراسخة كانت"الحدقة العربية"تنير دراساتها وأبحاثها,وصورته الهيثم دراسة حول تاريخ علم البصريات عند العرب بجوار ابن الهيثم الذي بدت عيناه ضاحكة بعد هم وتسهيد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق