السبت، 2 يناير 2016

أهمية إيساغوجي!

"إن أخطر شئ علي العقل الإنساني انكفاء البديهيات",هذه العبارة من الفيلسوف الإمبراطور ماركوس أوريليوس تبين لنا مدي أهمية كتاب"إيساغوجي"الكتاب في مجمله بسيط وواضح وضع للمبتدئين في علم المنطق؛كي يحميهم من أخطر شئ علي العقل الإنساني!ثم ينطلقوا في عالم الفلسفة.
البديهيات المنطقية سواء كانت حصولية أم حضورية هي ما يهتم به كتاب فورفوريوس الصوري,متنه الأساسي أوليات المنطق والفكر,منسوجة في قوانين عقلية لا يختلف عليها متجادلان,لتضع لبنة في صرح المنطق العملاق,المنطق الذي هو وليد العقل الإنساني وليس العكس.
طبعاً لا يمكن الحديث عن إيساغوجي وأغفال كونه وضع ليكون مدخلاُ لمنطق أرسطو وشروحه,لكن يمتد به الزمان ليصبح مدخلاً لعلم تقسيم الكائنات الحية المعتمد علي شجرة فرفوريوس التي قسم من خلالها المادة.
مر علم المنطق في القرن العشرين بانعطافات هائلة,ومع ذلك ظلت بديهيات إيساغوجي علي حالها لم يمسها عاقل...خوفاً علي العقل الإنساني  صانع المنطق وباني صرح الفلسفة العملاق من "انكفاء البديهيات".
الحق أن السؤال-وقد لحقته في آخر ساعاته قبل وضع الإجابة بعد عودتي من مدرسة الجيش المصري العظيم كمجند في إجازة-أستغربت من صياغته,فكل كتاب مهم وكل كلمة تترك أثر في نفس كاتبها وقارئها مهما بدت لفلان تافهة وعلان سطحية...
أهمية إيساغوجي كما رأيتها تكمن في توضيح ما هو من فرط وضوحه التبس علي أناس كثيرين ماهيته,وهذا ما نشاهده مثلاً في المنطقة العربية منذ سنوات,تلك المنطقة التي لم يصلها إيساغوجي بعد!