الاثنين، 16 سبتمبر 2013

أن تؤمن بنفسك وألا تدع أولاد الوسخة يتغلبون عليك





أن تؤمن بنفسك وألا تدع أولاد الوسخة يتغلبون عليك

يحيط بالواحد منا في هذه الحياة,ما يجعله شخص آخر غير نفسه,صورة معاكسة تماماً لما رسمه في خياله,يحب هذا الواحد الشجاعة ويمجد البطولة ويعترف أن المخاطرة سمة الناجحين في هذه الحياة,وبمجرد أن يجد كلباً ضخماً,يغير خط سيره إلي الواجهة الأخري من الطريق,لكن لن نظلمه,فالحياة ظالمة أساساً,مع الأخذ في الاعتبار قبل كل شئ,أن الكلب كان مخيفاً بأسنانه البارزة,وبطوله وارتفاعه المهولين,وفوق كل ذلك يا سادة كان طليقاً,يركض أمام صاحبه.
هذا الواحد يحب الثقافة والعلم جداً,لكنه يجد حوله من يحقرون من اهتماماته ويسخرون منها,وحين يحاول أحد الساخرين,الذي شقي في تعليمه وتهذيبه وقضي الساعات في محاولات لتفتيح مخه الضيق,وزرع نقاط نوره في عقله الزنخ,وبتأثير صداقتهما المتينة والممتدة لسنوات,تقليده,ويقرأ له كتابين للمراهقين,وينشر في ذات الموقع الذي كان ينشر صديقنا"الواحد" فيه مقالتين عبارة عن كلامه الذي كان يسمعه منه علي المقهي,وقصيدة,مثل أعلي في الركاكة والجهل,يتحول هو إلي المعلم,ويبدأ في إسداء النصائح,وإلقاء الحكم,والحديث بلهجة العارف بالأمور,ويعيش دور العبقري الفاهم في كل شئ,والقادر علي شرح كل شئ,ماذا يفعل الواحد منا,هل يكره نفسه والعالم وصديقه الأبله هذا الآخذ قلماً في نفسه,أم يواصل ما يفعله وما يحقق فيه نجاحات ويتلقي فيه تشجيعات من مثقفين كبار,وقارئات جميلات؟! وللسخرية يقول كلامه في التجمعات بالحرف,وبوجوده دون أن يشعر بأدني خجل,ولا عار ثم ينظر له سعيداً بنفسه ومتشفياً فيه ويسخر منه حين يراه يقرأ أو يكتب,وبلهجة شديدة الثقة يتساءل في جذل يحمل كل علامات الغباء والرعونة"ولحد إمتي هاتفضل عبيط؟!"... أنا هذا الواحد تحديداً,وقد قررت ألا أفكر في هذا الأمر التافه من الأساس.نقطة ضخمة أنهي بها هذا الموضوع الساذج الذي أحزنني ليال طوال,مع وعد شرف ألا أتحدث مع أحد في أي شأن ثقافي,وأن أكتفي فقط بالكتابة,ولتشهد علي نفسي التافهة التي تؤثر فيها الصغائر.
هناك واحد آخر,انتظر الحب كما يتخيله في مخيلته,ربما أحب ممثلة جميلة,وتعلق بها وانتظر أن تتحقق أحلامه في الارتباط بها,لكن الزمن يمر,ولم يعد يطيق العادة السرية,ولا يمكنه عمل شئ حرام,فكان لابد من الزاوج,كانت حبيبته السرية حرة طليقة,متحررة من قيود الملابس الظاهرية,بينما زوجته التي تنام بجانبه في السرير وتزعجه بروائحها الكريهة وأصواتها المزعجة,ترتدي الخمار,وتفكر في النقاب,كانت حبيبته السرية خفيفة مرحة لها نظرات تحرك جبال الجليد وتصهر المعادن,الأخري تجري وراء العيال بالشبب,بشعرها المنكوش وصراخها الطليق في المنزل,حبيبته السرية تأخذه بين ذراعيها بعد أن يمارسا الجنس كما أوصي به حكماؤه,ويحكيان بصوت هامس عن عشقهما,بعد أن يفرغ منيه في رحم زوجته,يجري هارباً,ويشرب سيجارة في البلكون,ليعود فيجدها في الحمام,فينام مسرعاً كيلا تنظر له نظرات مؤنبة.

الواحد منا,يحلم أن يمارس ميوله الفنية,فواحد يحب الغناء,وآخر يحب الرسم,وواحد يكتب,ينحت,يصمم,يمثل,.....في ذات من الممكن أن يضيع نصف عمره في الطوابير,فبلدنا لم تصبح بلداً للشهادات صحيح,بل أخذت ختم الطابور,كيف يمارس الواحد منا هواياته وهو مخنوق ويمارس عملاً إضافياً؛ليوفر الحليب لأبنائه.
ما علاقة كل ذلك بالعنوان في الأعلي....
هناك حل,صناعة شق داخلي في النفس تختبئ فيه النفس,بعيداً عن كل أولاد الوسخة في هذا العالم؛ليحافظ الواحد منا علي نفسه منهم,في مكان أمين,هذا المكان لو أوجدته فستجد فيه حقيقتك مهما كانت,حتي ولو وضعت في هذا المكان,صورة ممثلة بورنو أحببتها,أو طويت فيه حكمة قرأتها علي ميكروباص,هذا الجزء هو أنت آمن به,وحرره من قيوده,اجعله خالداً مصنوعاً من فولاذ لا يؤثر فيه أي شئ في الحياة,هذا هو أنت الحقيقي,صدقوني نحن لسنا من نظهر للناس ولا لأنفسنا حين نحاول فقط العيش,والاستمرار في تلك المهزلة الكبري التي وجدنا أنفسنا فيها,نحن في الشقوق المخفية في ذواتنا,لا تظلم نفسك وتجعلها واحدة أخري,استرجع أحلامك,لا تتوقف عن العمل,ولا عن التحمل,ولا عن الاستمرار,وصدقني لست وحدك في ذلك.علي ذلك الكوكب ووسط كل هذا العبث والبؤس,هناك من يطارد حلمه؛لأن البديل الوحيد عن ذلك أن تطارده هوالكوابيس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق