الجمعة، 19 أبريل 2013

خواطر عمالية بمناسبة عيدهم 1


خواطر عمالية بمناسبة عيدهم 1


الاشتراكية منها بدأنا وإليها سنعود,وتلك هي مرحلة المنتصف في رحلة الإنسانية بين نقطتين,الأولي عند جدنا القديم,أول اشتراكي في التاريخ,هذا الذي نطلق عليه لفظ المتوحش أو الهمجي,ولكني أفضل كلمة"البدائي"فهي أفضل...نحن لا نعرف ماذا سيقول عنا الأجيال القادمة,قد يقولوا مثلاً هؤلاء السذج الذين سموا صناعاتهم البسيطة "بالتكنولوجيا"!
كان الإنسان قديماً لايجلس لطعام إلا بعد أن ينادي الجائعين ليأكلوا معه,وكانت الأرض تسع الكل ليس بينهم منبوذ ولا محروم,وقد كان الرجل الأبيض حين تعامل مع القبائل الإفريقية يلحظ شيئاً عجيباً,فهو يهدي واحد منهم بذلة ليرتديها,فيجد في اليوم التالي السترة علي أحدهم,والبنطال لآخر والقبعة فوق رأس ثالث,أجل تسببت تلك الحالة في ركود إنتاجي أحياناً,لكننا كبشر لا نطمح في الكمال ولا يمكننا أبداً ان نتطلع لليوتوبيا الموعودة,في كل الحالات ستجد التعب والألم,فلا تتصور أن الاشتراكية هي جنتنا الأرضية,لكن تأكد أنها أرحم كثيراً من الآلة الرأسمالية الجبارة التي تأكل كل من حولها وستأكل يوماً نفسها,وهاهي تبدأ الآن عملها الأخير,وستكون الاشتراكية بمعناها الشامل وليس المعني الاقتصادي فقط هي البديل,في ظل مآسي وأزمات جعلت من البشر كلهم ضحايا,هل وجدت في عصر الظالم والمظلوم فيه ضحايا؟الجلاد والمجلود ضحايا؟....نعم يا رفيق هو هذا العصر بكل ما فيه من مذابح,عصر النووي حيث القاتل مقتول!!!

مشكلة أغلب العقول البشرية أنها لا تعترف بالنسبي وتؤمن بالمطلق في كل شئ,وهذا يسبب الحالة الراهنة في البلدان العربية,جمود,رجعية,تخلف,جهل.قيود لا نهائية تكبل الفكر الإنساني؛بسبب تعريف واحد,وفهم واحد,حزب واحد,حل واحد,فنظريتي للاشتراكية تتلخص في الآتي"أن نكون بشراً ونطرح المادة وراءنا ونتخلي عن الأقنعة الزائفة والأقمشة الملونة التي ندفن فيها أرواحنا,بحجة المجتمع والمنصب,أن يكون النفوذ فعل ينفر منه البشر,لأنه في يستخدم استخدام خاطئ يطيح بالناس دون وجه وحق ويحاربهم في أرزاقهم,الاشتراكية ليست لصة تسرق من الغني لتعطي الفقير,بل هي تنسف تلك الفظتين"غني وفقير"وتجعل هناك شخص عمل وكسب,وآخر لم يعمل فتساعده علي العمل وتكفل له حق الكسب,وهذا في البلدان العربية التي في مجملها رأسمالية حتي ولو لم تعرف ذلك منهجياً,حلم من أحلام الشباب الذي يتمزق في الدول العربية الفقيرة مهاجراً منها بثمن يدفع فيه حياته!...الاشتراكية أو سأقول"اشتراكيتي"هي التي لا تجعل من الإنسان الذي يعبد الله وحده عبداً للآلة والمال والمورد الاقتصادي,بل تحاول تكفل له كل ذلك حتي تكون روحه خالصة لله,لا يتحكم فيها بشر مهما كانت قوته وجبروته"......تعريفي لاشتراكيتي يشمل أشياء عدة ليس وقت قولها الآن.
لنعترف بما قاله العم صلاح جاهين"ما حد يبقي علي كل شئ مع أنه عجبي كل شئ موجود"فالأرض تسع لنا جميعاً,والإنسان مواهبه لا تحصي لو اكتشفها في نفسه وتمكن من إدارتها,لكن إرادة الله قضت بالنقصان في الدنيا والعجز البشري اللازم لكل ما يعمله,ولكن تبقي الاشتراكية أقرب لسعادة الإنسان وطبيعته لو تمكنا من تطبيق نظرياتها بصورة صحيحة.

وإذا أجبت علي السؤال الأول من الملف الذي يطرحه الحوار المتمدن,رغم كراهيتي للأسئلة؛لأنها تذكرني بالتعليم المضاد للتعليم الذي نتجرعه في بلداننا,فسأقول الآتي..

1- لماذا تعاني الطبقة العاملة قبل غيرهم من أزمات النظام الرأسمالي العالمي؟
الرأسمالية مطرقة كبيرة تبني امبراطوريتها علي حساب أساسها الصلب الذي اقامت عليه نفسها؛لذلك ستهدم نفسها بنفسها,من الممكن تشبيه الطبقة العاملة بالمسامير التي تشبك بناء النظام الرأسمالي ببعضه,فالمطرقة الرأسمالية لا تعرف الرحمة,ومع كل دقة يزيد جنونها,ويشتعل حمقها,فتظل تضرب تلك المسامير المسكينة,فينثني واحد,وينكسر آخر,ويصدأ آخر فتخلعه بلا رحمة,حتي يصبح النظام خالياً من أساسه الذي يضمن وجوده في العالم فيتهاوي ويسقط,والأزمة الرأسمالية الأخيرة هي مثال علي ذلك فالعالم يراجع نفسه,ويتساءل ماذا كسبنا من الرأسمالية وخسرنا منها؟كسبنا مصنع وآلة ونقد,لكننا خسرنا الإنسان و الأمان والمستقبل,لم يعد أحد يأمن علي مستقبله وسط جنون المال,الذي يتحكم فيه رجال لا يعرفون سوي المكسب,ولا يؤمنون إلا بالنقد,فحين يعاني العامل الفقر والحاجة,فهو أمر قد يستفيدون منه,فيرخصون الأجور,ويزيدون ساعات العمل,ومن لا يقبل لن يعيش,وهم بذلك يحولون مطارقهم من أداة لإنشاء بناءهم الرأسمالي,إلي آلة قتل بدون علمهم سينتحرون بها,فالعامل حين سيجد نفسه سيعرف طريقه للخلاص,وخلاصه في إيمانه بحقه في الحياة....أجل الرأسمالية تجعل من الحياة حق يطالب به الناس.

النظام الرأسمالي كلما تضخم ضغط علي العمال وإذا أصيب بهزة أو انتكاسة,لا يئن سوي هؤلاء المرشحين للانفجار...خلصوا انفسكم قبل أن تنفجروا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق